م. كمال العيسمي
تُقسم السنة الشمسية الى اربعة فصول ولا زالت العامة تعتبر كل فصل من الفصول 90 يوماً وتقسم كل فصل لقسمين تُسمي الاول ( الاربعينية) 40 يوماً والثاني ( الخمسينية ) 50 يوماً, وتزعم ان زهو كل فصل وشدته تظهر على الاكثر في الاربعينية وتقل تدريجياً في الخمسينية والفصول كتوقيت شمسي تتوافق مع توقيت الابراج .
حَسب الفلكيون مدة كل فصل فكان الشتاء اقصرها 89 يوماً والخريف 89 يوماً و12 ساعة والربيع 92 يوماً و20 ساعة والصيف 93 يوماً و15 ساعة .في الشتاء تكون الشمس في اقرب نقطة الى الارض, ولكن لا تنبعث منها إذ ذاك إلا اشعة مائلة قليلة الحرارة وزمن بقاءها تحت تأثير هذه الاشعة أقل بسبب قُصر نهار الشتاء, وهذا يسبب برودة لمناخ الارض مما يجعل التربة تحتفظ بالأمطار وتخزنها باردة والماء الاول بين المواد بمعامل الاحتفاظ بالحرارة برودة او سخونة فإذا ارتوت الارض مياها باردة تحتفظ بقسم وافر منها الى الربيع والصيف, يبدأ الشتاء عندما تكون اشعة الشمس عاموديه على مدار الجدي في 21/12 ويسمى الانقلاب الشتوي عند اطول ليل واقصر نهار وفي الاربعينية يزداد النهار 43 دقيقة 11 في الصباح و 32 في المساء (في كانون الثاني لوحده 36 دقيقة وشباط 57 دقيقة ), ينتهي الشتاء بانتهاء الخمسينية في 21 اذار حيث اشعة الشمس عاموديه على خط الاستواء وقادمة من الجنوب نحو الشمال وحينها الاعتدال الربيعي وتساوي الليل والنهار ويوم النوروز او اليوم الجديد ومازالت شعوب تحتفل بهذا اليوم بدايةً لسِنَتِها .
تنتهي الاربعينية في نهاية كانون الثاني الذي يوصف بأنه فحل الشتاء بالنسبة لشدة برده وثلوجه وغزارة الامطار وكون الارض تنتفع من هذه الامطار, فالأرض تعانق السماء بإمطارها وتلقح منها . تبدأ الخمسينية مع مطلع شباط وقيل ان فيها اربع منازل للقمر يدوم كلٍ منها 12.5 يوم, يُسمى الاول سعد الذابح والثاني سعد بلع والثالث سعد السعود والرابع سعد الاخبية وللعرب لهم فيها امثال, وتعتقد العامة انه في 20 شباط تسقط الجمرة الاولى وفي 27 منه تسقط الجمرة الثانية وفي 6 آذار تسقط الجمرة الثالثة, وسقوط الجمرات دليل اقتراب الربيع بشمسه ودفئه وهذا بسبب اقتراب اشعة الشمس نحو التعامد على خط الاستواء في 21 آذار وبسبب ازدياد طول النهار وبقاء الارض تحت تأثير الشمس فترة اطول و أفعل . يحصل خلال السعد الاخير من الخمسينية أي من 12- 18 آذار النوء المعروف بالمستقرضات وهي سبعة ايام يشتد المطر والبرد فيها وهي تصادف غاية شباط وغرة آذار في التوقيت الشرقي, فيقولون ان شباط يستقرض تتمتها من رديفة آذار, وكانت العرب تسميها (الحسوم) او (ايام العجوز) وهي اخر الشتاء او عجزه او لرواية قيل فيها ان عجوزاً دهرية كاهنة من العرب كانت تخبر قومها ببرد يقع في اخر الشتاء تسوء اثره المواشي فلم يكترثوا حتى فوجئوا به .
الابراج والتوقيت الشمسي الحالي (المسيحي الغربي )
الابراج هي توقيت شمسي وهي شهور في توقيتنا الحالي (ويشير بعض المؤرخين إلى أن سكان دجلة والفرات منذ حوالي 3000 ق.م هم أول من أطلق معظم أسماء الابراج) حيث قسمت الشعوب القديمة القبة السماوية الى 12 برج كل برج 30 قسم او يوم واعتمدت ظواهر الطبيعة دليلاً على ذلك ففصل الشتاء يبدأ من اطول ليل واقصر نهار في 21/12 والشمس اقرب الى الارض واشعتها عاموديه على مدار الجدي على بعد 23.5درجة جنوب خط الاستواء ومائلة على مدار السرطان .وفصل الربيع يبدأ من تساوي الليل والنهار في 21 اذار والشمس قادمة من الجنوب وأشعتها عاموديه على خط الاستواء .وفصل الصيف يبدأ من اطول نهار واقصر ليل في 21 /6 والشمس في ابعد نقطة عن الارض لكن اشعتها عاموديه على مدار السرطان على بعد 23.5درجة شمالاً, وفصل الخريف يبدأ من تساوي الليل والنهار في 23/9 والشمس قادمة من الشمال وأشعتها عاموديه على خط الاستواء (علماً ان المنطقة الحارة تقع بين مداري الجدي والسرطان وبلادنا سوريا تقع بين خطي عرض 32- 37.5 شمال خطالاستواء أي في المنطقة المعتدلة) .وهذا التقسيم افضل للإعمال الزراعية وللإعمال المتعلقة بالطبيعة ونؤكد هنا ان الابراج لا علاقة لها برسم مستقبل البشر وإنما يؤثر مناخ الابراج (الشهور) وفصولها على الانسان كما يؤثر على الحيوان والنبات وإن كان تأثيرها على الصغار وكبار السن والمرضى اكثر من الاصحاء والشباب. وعلم الفلك علم ,أما التنجيم لا يقره العلم فمتى نتقدم ونرتقي ؟.
الامثال في الشتاء
الشتاء ضيق ولو كان فرج – الشتاء ضيق ولو بعز الصيف – غرسة كانون الاول خير من غرسة عام الاول- كانون الأجرد خلى الشجر امرد – بعيد البربارة (يقع في 17 كانون الاول ) رد البذار للكوارة, وهذا تأكيد على نجاح زراعة العفير او البدري – كل هريس وازرع عدس (الهريس يؤكل في عيد البربارة)- بعيد البربارة بياخذ النهار من الليل نطة فارة – كل رعدة بكانون ثلجة بشباط – بين الغطاس والميلادي اياك تسافر يا غادي (عيد الغطاس تذكار غطس المسيح في نهر الاردن ويقع في 6 كانون الثاني ) وفي قرى الجبال يقولون بين الميلادي والقلندس عند جارك لا تقرفص ( القلندس من calendes اللاتينية وهي 12 يوماً من الشهر الاول من السنة وفيها تسدد الديون ومنها اسم التقويم السنوي ) – اذا غاب الميزان فك الفدان ( اي في نهاية كانون الثاني تنتهي الفلاحة الشتوية) . وفي شباط تقول الامثال: شباط غيمه وهواه احسن من شمسه وشتاه – شباط ما عليه رباط (لكثرة التقلبات الجوية فيه )- لا تقول خلصت الشتوية لتخلص المستقرضات المكنية – مالك اطرش يقوم إلا بعد مستقرضات الروم .